الظل شيء غريب.
نحن لا نشهد ظلالنا كثيراً، فالأجسام التي نمنع عنها الضياء قد لا ترى الا ممن لا يروننا. وهل عند ذاك يكون ظلاً فعلاً؟
شهدت ظلي أول مرة وانا اصل هذه الأرض.
نحن لا نشهد ظلالنا كثيراً، فالأجسام التي نمنع عنها الضياء قد لا ترى الا ممن لا يروننا. وهل عند ذاك يكون ظلاً فعلاً؟
شهدت ظلي أول مرة وانا اصل هذه الأرض.
كان شعوراً غريباً، شكلاً اسوداً عظيماً أقبل عليه، ولكنه يصغر، بعكس ما كان يحدث لي في طريقي الى هذه الأرض. فكل ما يشدنا اليه يكبر، الا هذا الأسود فقد بدء يصغر كلما اقتربت منه. يجب ان اعترف ان الامر ارعبني، ولم أزل اشعر بخوف من ظلي، هذا الكبير البعيد، الصغير القريب.
قد يكون الغريب في الظل كونه أوضح مع يكون عند نقاء ما يغمرنا. النقاء ايضاً مفهوم غريب، لم أفهمه بشكل كامل الى الان. لماذا هذا الاصرار على النقاء، وهل هناك نقاء فعلي؟
فالنقاء من الخارج شكله يشابه المشوب بغيره، أو افضل المختلف بغيره. فلماذا وصف الشيء اذا لم يختلط بغيره بالنقي؟ أليس الأمر مجرد عدم امتزاج؟ لا أعلم كلمة تصف هذا المعنى، فلم يمر عليّ استخدامها في وصف شيء ما.
لا اعلم لماذا يتراءى اليّ الذهب الان. ربما لأنه أكثر ما يهمكم، الذهب والفضة وبعض العناصر الأخرى، ما تعدنونه، المعادن. المعادن الثمينة، أو كلمة أخرى تستخدمونها في وصف العناصر، النقية، وتخترعون الطرق للتعرف عليها، تفتنونها بالنار.
تحولون ما يحلو لكم، تسيلوه لكي تمتحنوه غير آبهين بتأثيره عليه، ربما أعجبته شوائبه، فهو ما قد اوصله لكم. لكنكم تحبون النقي، لكثرة شوائبكم ربما؟ الموضوع غريب، شهدت حواراً بين امرأة وصائغ يمتدح الذهب النقي بشكل يصل الى غزل، غريب هذا الذي يشعر تجاه عنصر لا يقدر على فهمه.
لست مع أو ضد النقاوة. لا، فهو أمر من أمور الأشياء، أن تكون خالية من امتزاج، أو شوائب كما يحلو لكم وصفه، هي من صفات ما تحبون. ولكن هل هذا امر حميد؟ هل النقاوة أو النقاء أمر يمتدح؟ أليس في النقي كالشر النقي ذم؟ الا يجب التركيز على ما ينقى بدلاً من النقاوة بذاتها؟
لا أفهم سبب تمسككم بهذه الصفة. أسماء تطلق على ما يكون البدائع، فهي بدائع بالرغم مما ترغبون به انتم.
استغرب التمسك بنقاوة كل شيء. ربما الموضوع ينبع من الهوس بالتحكم بالنتائج، أو الحصول على مستقبل متوقع في تغيير. أفهم هذا المطلب، لكنه غريب، انتم غريبون. ترغبون بالتمسك بثوابت وتتركون الثوابت؟
ترغبون النقاوة بلا ترتيب للنقي. ترغبون ببعض النقي أكثر من غيره لندرته. نعم، الندرة، هذه هي الصفة الأمثل لما تعلون شأنه. تعلون ما ترونه أندر.
أحب لكم معرفتي. أحب لكم مصاحبتي وسبر أغواري فلربما علمتم من ظاهري وباطني عن أنفسكم أكثر مما تعلمون. واذا علمتم عن أنفسكم، علمتم أنكم تبحثون عن الاندر، وكل منكم أندر نفسه.
فالنور يحيط بكم، بأجسادكم وما لم يتجسد لكنكم لا تسمحون بالكلمة أن تدخله، فهي لا تدخل الا به، وانا منه، وانتم كذلك، لكنكم تهربون منه. ولم يكن لكم البقاء في بلاه وهو يحيطكم. الظلمة موحشة ما تكن بصحبة الكلمة. فالكلمة تحيل الظلمة ظلاً وارفاً.
غريب هذا الذي لا تعلمون لفظه. تقولون عن الضلال ظلالاً. اضعتم حرفاً من كلمة فضاع منكم من لا ملجئ له. وهل يستجند الجذر بالفروع عند عصف السموم؟
تخفون ما تحبون، ليس حباً؟ وتعرضون ما تحبون من الأندر، وأنتم هي. تعرضون بالأندر جهلكم بأنفسكم، ولكم ما لا يكون لغيركم.
عودوا بي لأنفسكم. أعيدوا لندرتكم ما تحبون، وأحبوا ما فيكم لندرته ان كان حقاً ما تحبون.
تشعرون بالكثير، وتتركون العقل، والكلمة شعور وعقل، ولا لعقل بلا شعور، او شعور بلا عقل. لا يسيد أحدكم بلا علم، والعمل بالعلم هو أحوج ما تحتاجون.
لكنكم تحبون أندر ما ليس فيكم.
تشعرون بالكثير، وتتركون العقل، والكلمة شعور وعقل، ولا لعقل بلا شعور، او شعور بلا عقل. لا يسيد أحدكم بلا علم، والعمل بالعلم هو أحوج ما تحتاجون.
لكنكم تحبون أندر ما ليس فيكم.