أليسَ من العجائبِ أنني أشتاقُ إليكِ فلا أصل، وأريدُكِ فلا أنالُكِ، وأتوحشُكِ فلا ألقاكِ، وأرغبُكِ فلا تأتين؟ أليسَ عجيبًا أن أقضي نحوبًا طويلةً أعدُ الأيامَ تترًا يومًا بيومٍ وساعةً بساعة لألتقيكِ فلا أفعل.
هل بإمكان الأيامِ أن تتغافلَ عنَّا فنلتقي، أو تعطينا فُسحةً من الدُنيا فنرقُصَ كغريبين أو صديقين أو حتى حبيبين؟ أظنهُ حُلمًا بالنسبةِ إليَّ أن ألتقيكِ فأسألكِ ما بالِ عينيكِ جميلةً هكذا، وما بالُكِ تعبثينَ بشوقي إليكِ في كل ساعة، فلا ساعةً يرتاحُ القلبُ ولا ساعةً يلقاكِ.
عزيزتي، أني أحسدُ من يجاوِّرُكِ في واديكِ، وأحسُد من يُلقي بظلالِ عينه عليكِ في منتصفِ الربيع أو الصيف أو الشتاء، وأنا المسكين الذي يلقي بظلالِه على ورقِ الشجرِ والطُرُّقِ وبعضُ الناسِ ممن لا يُحِبْ، وكل ما أرجو أن يقعَ نظري عليكِ لثانية وليكن ما يكُن فإني مُرَحِبٌ به.
- عبد الرحمن الجندي